إعداد : روان شهوان
تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على العلاقات الأسرية .
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي عنصراً من
عناصر الحياة اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها، لما تتضمنها من تسهيل للتواصل بين
الأفراد و الأُسر بشكل سريع ، وسهل ، والتيأصبح يمكنهم التفاعل عليها بشكل لا محدود ، و نشر المعلومات والأفكار، وحياتهم اليومية ، فكيف صارت مواقع التواصل
تؤثر على علاقات الفرد بإسرته ، وماهي عواقب استخدامها؟
إدمان منصات التواصل الاجتماعي:
على الرغم من الإيجابيات العديدة التي تمتلكها وسائل التواصل
التي سهّلت وسرّعت حياة الناس ، إلا أن فرط وكثرة استخدام هذه المنصات، يؤدي في معظم
الأحيان إلى الإدمان ، و هذا الإدمان قد يسبب تفككاً أسرياً وتراخياً في العلاقات الاجتماعية
في الأسرة الواحدة ، حيث يصبح كل فرد منشغلاً بهاتفه ، مما يتسبب في عدم تواصل أفراد
هذه الأسرة بطريقة صحيحة ، الأمر الذي يحدّ من امتلاكهم لمهارات التواصل وتكوين العلاقات
الشخصية ، وينعكس عليهم سلباً.
ازدياد نسب الطلاق بسبب فرط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت المجال للتعرف
على ثقافات الشعوب الأخرى من مختلف البلدان ، و التي أصبح من خلالها بعض الأشخاص يصورون
حياتهم ويعرضونها على هذه المنصات في فيديوهات قصيرة ، مما يسبب نوعاً من المقارنات
بين الحياة الأسرية لأحد الأفراد لِما يراه عبر هذه الوسائل الأمر الذي يسبب الإحباط
، و يؤدي بدوره إلى مشاعر الاستياء ، و يؤدي إلى الطلاق في معظم الأحيان ، وفي الجانب
الاخر يؤدي فرط استخدام هذه المواقع في بعض الأحيان إلى إهمال الطرف الآخر و إهمال
أفراد الأسرة داخل البيت ، مما يتسبب إلى مشاكل أسرية و تفكك أسري مما يكون سبباً رئيسياً
في الطلاق ، و بحسب تقارير سعودية فإن معدلات الطلاق خلال عام ٢٠٢٢ وصلت إلى ما يقارب ١٦٨ حالة يومياً أي بمعدل ٧ حالات كل ساعة ، وكشفت
التقارير ان مواقع التواصل برزت سببا رئيسيا في ازدياد هذه المعدلات.
سلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على أطفال الاسرة
من أهم الآثار السلبية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي،
عدم إمكانية ضبط وتوجيه هذه الوسائل بما يتناسب مع ثقافة المجتمعات الأخرى والتي منها
المجتمع العربي وقيمه التربوية الإسلامية، مما أدى إلى إحداث فجوات في أنماط العلاقات
الأسرية.
علاج ادمان مواقع التواصل الاجتماعي:
بحسب بعض الأبحاث فإن نصف المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي الذين تتراوح
أعمارهم بين ١٨ و ٣٤ عاماً يعتقدون أن الامتناع عن استخدام هذه المنصات والشبكات الاجتماعية
سيكون لها آثار جانبية إيجابية من حيث تحسين العلاقات الاجتماعية في الأسرة لذا فإن
أول خطوة لعلاج الادمان هي خفض ساعات استخدام تلك المواقع تدريجياً.
ان وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة يتطلبها العصر ، و التي لا يمكن الاستغناء عنها ، والتي حملت إلى جانب الخير
جوانب سلبية عديدة هددت بشكل مباشر و غير مباشر كيان الأسرة وكيان المجتمع ككل ، اذاً
فإن من الضروري الاعتدال في استخدام هذه المواقع واستخدامها بالشكل الصحيح والمفيد
الذي يساهم في تقدم الأسرة و الحس الإبداعي لدى الأفراد وعدم استخدامها بشكل مفرط إلى حد إدمانها و تأثيرها على تفكك الأسرة .