كشف وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن هناك شرطين
أساسييْن للانخراط في ورشة إعمار لبنان: الأول، الإصلاحات الاقتصادية، إذ لم يعُد أحد
مستعداً للمساعدة وضخّ أموال في سلّة مثقوبة، أي أن يذهب الدعم سدى بالهدر أو بالفساد.
و"الشرط الثاني الذي لا يَخْفى على أحد ويُقال علناً
أيضاً، يتّصل بحصرية السلاح بيد الدولة، على قاعدة أن تبسط الشرعية سيادتها على كامل
أراضيها وتحتكر حمل السلاح.
وردًّا على سؤال: "هل صحيح أن الموفدة الأميركية مورغان
أورتاغوس نصحتْ بالإسراع في معالجة ملف السلاح، ضمن مهلة زمنية معقولة، وفق معادلة
"استغِلّوا فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أن يستنفد صبره فتُتركوا لقدَرَكم
مع إسرائيل"؟، أجاب رجّي: "لو قلتُ لكم إن هذا الكلام غير صحيح، ستردّون
عليّ بأن هذا الموقف يقولونه في العلن. وهذا جوابٌ في ذاته. ولا داعي لأن أكشف ما الذي
قالتْه لي أورتاغوس فهي تقوله في العلن، وكذلك كل الإدارة الأميركية، وموقفهم واضح
وليس سراً؛ وما يعبّر عنه الأميركيون خارج الغرف المغلقة يعكس تماماً سياستهم".
ولفت إلى أنّ "ما نُبْلِغُهم إياه هو :"طَوّلوا
بالكم علينا"، والقضية لا تُحلّ بين ليلة وضحاها، ونحتاج لمسارٍ يَحكمه التروّي
والحكمة. ونحن نسير في الاتجاه الصحيح، والجيش يقوم بعمل رائع، وقد أقرّ الأميركيون
بأنه فكك نحو 90 في المئة من البنى العسكرية العائدة لـ"حزب الله" جنوب الليطاني
وهو مستمرّ، ولكن الأمور تتطلّب بعض الوقت لاعتبارات تقنية".
وتعلقاً على تصريحات أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم
الأخيرة، اعتَبر رجّي أنّ "موقف "حزب الله" يعقّد الأمر، على عكس اعتقادهم
أن هذا يقوّي موقف لبنان. ونحن نقول للأميركيين، اضغَطوا على الإسرائيليين كي ينسحبوا
فتُظْهِر الحكومة اللبنانية أن لديها القدرة على التحرير بالدبلوماسية، والجواب الذي
نتلقّاه عبر الأميركيين أن الجانب الإسرائيلي يرفض الانسحاب قبل أن تكمل الدولة اللبنانية
حصْر السلاح بيدها، ونحن عالقون في هذه المعضلة".