أبطال الأمس متسولون اليوم..!!
آذار 23, 2023

صلاح سلام

من المعيب فعلاً على هذه المنظومة السياسية الفاشلة والفاسدة، أن تضع عسكر لبنان وجهاً لوجه في مواجهات محزنة، سببها هذا الفجور السياسي الذي أفلس البلد بالأمس، ويُمعن في تعطيل مؤسساته الدستورية اليوم، وفي مقدمتها الإنتخابات الرئاسية.

المشهد المخزي الذي ظهر في ساحة رياض الصلح أمس، خلال إشتباك الجيش وقوى الأمن مع العسكريين المتقاعدين وصمة عار على جبين المسؤولين الهائمين على وجوههم، دون أن يتمكنوا من وقف الإنهيارات المتسارعة في مختلف القطاعات، وخاصة بعد إنحدار الليرة إلى أدنى مستوياتها في التاريخ الإستقلالي، والذي أصاب مقتلاً في لقمة عيش الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، وخاصة المتقاعدين المدنيين والعسكريين، الذين طارت تعويضاتهم في المصارف، وفقدوا القيمة الشرائية لرواتبهم التقاعدية.

هل يجوز أن يكون راتب العسكري المتقاعد يكاد لا يكفي لشراء دواء واحد، وراتب الضباط المتقاعدين يساوي حفنة من الدولارات لا تسد رمق عيالهم؟

من يتحمل مسؤولية أن يتحول أبطال الأمس الذين خاضوا المعارك ضد الإرهاب، وحافظوا على أمن الوطن وأمان مواطنيه أثناء خدمتهم العسكرية، إلى جماعات من المتظاهرين في الشوارع والساحات، وكأنهم يتسولون حقوقهم المشروعة من أهل السلطة الفاسدة؟

كيف يرفع عسكري سلاحه على رفاق «الشرف والتضحية»، والعديد منهم كانوا من رؤسائه حتى الأمس القريب؟

وهل تكافئ الدولة جنود الوطن وأبطاله، بمثل هذا الذل في معيشتهم، بعد عقود من الزمن، كانوا خلالها يبذلون دماءهم على مذبح الوطن؟

بئس هذا الحكم الفاسد الذي قلب حياة اللبنانيين من نعيم إلى جحيم أسود، ومازال أربابه يوغلون في صفقاتهم، ويشاركون في مضاربات الدولار على حساب ما تبقى من كرامة لهذا الشعب المسكين.. والمستكين.

المصدر: اللواء.

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".