توسعة المطار: «تهريبة» بالتراضي؟
آذار 25, 2023

صلاح سلام

وزير الأشغال المهندس علي حمية نجح في إحتلال مكانة مميزة في الواجهة الإعلامية، من خلال شطارته في الترويج للمشاريع التي يديرها في وزارته، التي تتولى الإشراف على أهم المرافق العامة: مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مرفأ بيروت وبقية المرافئ البحرية، الأوتوسترادات والطرقات العامة.

ديناميكية الوزير الشاب أقنعت كثيرين بحيوية وأهمية المشاريع التي يطرحها، والتي يحرص خلال الحديث عنها على إبراز مردودها المالي بأرقام دولارية ومليونية، خزينة الدولة المفلسة بأمس الحاجة لها.

وإذا تجاوزنا عدم جدوى الأوتوبيسات الضخمة المقدمة من فرنسا، لدعم قطاع النقل العام في بيروت والضواحي، نظراً لكلفة تشغيلها بعد إرتفاع أسعار المازوت، فضلاً عن المطالب المزمنة للسائقين بتعديل رواتبهم القديمة، يمكن القول أن معظم المشاريع التي طرحها الوزير حمية كانت مُقنعة للرأي العام، بإستثناء مشروع بناء محطة ركاب جديدة(terminal) في مطار بيروت، لتوسعة طاقته الإستيعابية الحالية، والتي تُصاب بإختناق الزحمات في مواسم الصيف، ومناسبات الأعياد الكبيرة.

عنصر المباغتة في طرح المشروع الجديد أثار أكثر من علامة استفهام حول الشفافية والمسار القانوني الواجب سلوكه، لإبعاد الشبهات والحفاظ على قواعد الحوكمة وأصول قانون الشراء العام، نموذجاً للمناقصات المتوقعة في العهد الجديد.

لقد تم التلزيم لشركة «لات» بدون إجراء مناقصة عامة، كما تقتضي القوانين والأنظمة المرعية الإجراء لمشروع بهذا الحجم، تُقدر كلفته الأولية بـ ١٤٧ مليون دولار.

وتم توقيع العقد بالتراضي بين الوزارة والشركة الملتزمة دون الإعلان المسبق عن إستدراج عروض من الشركات القادرة، بخبرتها وإمكانياتها، ووفق دفتر شروط يحدد مواصفاتها والمؤهلات المطلوبة، لضمان تنفيذ المشروع بالمستوى المنشود.

يشكك خبراء في أعمال التشييد والمقاولات بدقة الأرقام المتداولة حول كلفة البناء وتجهيزاته، وواقعية التقديرات لعائداته، والتي تتحكم بها عدة عوامل طارئة لاحقاً، في مقدمتها عودة لبنان كمقصد سياحي، تتوفر فيه عناصر الأمن والإستقرار، ويستعيد مكانته المميزة على الخريطة السياحية الإقليمية والعالمية.

لا نقاش في ما طرحه وزير الأشغال النشيط حول صلاحية وزارته في طرح مثل هذه المشاريع الإنمائية، والتي ترفع طاقة المطار الإستيعابية إلى ما يزيد عن التسعة ملايين راكب سنوياً، ولكن الإلتباس في الغموض الذي أحاط بعقد التراضي، والذي إعتبره أحد السياسيين بمثابة «تهريبة» متعمدة للصفقة!

المصدر: اللواء.

الآراء الواردة في المقال تعبّر عن رأي صاحبها ولا تعبّر عن "آفاق نيوز".