قال رئيس حزب القوات اللبنانبة سمير جعجع خلال حفل
اقامته القوات اللبنانية في معراب : لن نقبل بعد الآن ألّا يكون القرار لبنانيّا مئة
بالمئة. لن نقبل بعد الآن بأيّ قرار مهما صغر أو كبر خارج إطار المؤسّسات الدّستوريّة.
وابع جعجع : لا خلاص للبنان، بكافّة المجالات، من دون قيام
دولة فعليّة في لبنان. ولا دولة فعليّة بوجود سلاح غير شرعيّ خارجها.
وتابع جعجع: لن نقبل بعد اليوم أن يتحكّم فريق بمصير الشعب
اللبناني، وليكن معلومًا أنّ أحدًا في لبنان لا يمكنه لوحده أن يحكم ويتحكّم بمصير
اللبنانيّين، وأنّ أيّ فريق في لبنان مهما تكبّر وتجبّر لا يمكنه أن يُهيمن على الدولة
ويصادر قرارها ويفرض قراره ومشيئته.
وتوجّه جعجع إلى الشيعة بالقول: أنتم مكوّن أساسيّ من المكوّنات
اللبنانيّة في هذا الوطن الذي أكّد عليه الإمام موسى الصّدر وطنًا نهائيًّا، والتزمتم
به كذلك في الدستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطنيّ أي اتّفاق الطائف. لا نرضى، نحن
وأكثريّة اللبنانيّين، ولا نقبل أن يُصيبكم ما أصابنا في حقبة الوصاية السّابقة بعد
أن سلّمنا سلاحنا، من إجحاف وتمييز وافتئات على الحقوق والدّور والحجم، ولا تشعروا
أنّكم في خطر ومهدّدون.
وأضاف جعجع: "أيّها الإخوة الشيعة، لا تصدّقوا أنّ السّلاح
يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره.
ولا تصدّقوا أنّ الطوائف الأخرى تشحذ الهمم والطاقات والغرائز للنّيل منكم. ثِقوا أنّ
الدولة، التي هي لنا ولكم، وحدها هي التي تحميكم وتشعركم بالأمن والأمان وهي الملاذ
والضّمانة.
في المقابل ردّ المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان على
جعجع: فقال في بيان: "لك أقول: للسيادة جبهات وأنت لست منها، والشيعة والتضحية
الوطنية تاريخ واحد، والشيعة والإندماج الوطني موقع واحد، والشيعة والمسيحية بلد واحد
وقلب واحد، لكنك لستَ منها لأنّ للتوبة الوطنية شروطاً ولم تَحُزْهَا، والدولة أكبر
أهداف الشيعة، ولا مشروع للشيعة خارج إطار الدولة وسيادتها وأمنها وأمانها وطوائف تكوينها
وما يلزم لنهضتها وشراكتها والذود عنها، وإنما تضحياتهم من أجل لبنان وسيادته، وإنما
حملوا السلاح ليهزموا المشروع الشريك للصهاينة يوم احتل الصهاينة لبنان وقد انتصروا
للبنان واستعادوه.
وختم الشيخ قبلان : "حذار من لعبة الشماتة لأننا قومٌ
لا نقبل بهزيمة ولا نستسلم لشدة".