الدولة تعود إلى السويداء ومساعي شيخي العقل جربوع وحناوي تثمر وقفاً للقتال
تموز 19, 2025

تتجه الأمور في محافظة السويداء في جنوب سورية إلى إرساء نوع من الاستقرار والهدوء وإنهاء الاقتتال الذي شهدته المحافظة خلال الأيام الأخيرة بين فصائل تابعة للشيخ حكمت الهجري تصفها الحكومة السورية بأنها خارجة عن القانون، وبين مسلّحي القبائل والعشائر العربية في المحافظة وقد فزعت لهم العشائر والقبائل العربية في كلّ سورية، وقد ذهب جراء هذا الاقتتال عشرات بل مئات القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء، وتبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب جرائم بحق بعضهم البعض.

من جهتها أعلنت الرئاسة السورية في بيان صدر في وقت متأخر من ليل أمس العمل لإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات في الجنوب، مؤكدة على أن "الهجوم على العوائل الآمنة وترويع الأطفال أمر مدان ومرفوض بكل المقاييس".

وأعربت الرئاسة السورية في بيانها عن "بالغ قلقها وأسفها العميق حيال الأحداث الدامية التي شهدها الجنوب السوري"، والتي وصفت بأنها "نتيجة تحركات مجموعات مسلحة خارجة عن القانون استخدمت السلاح لبث الفوضى وترويع حياة المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال".

ودعت الرئاسة السورية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، مؤكدة على أن الدولة "تبذل جهودًا كبيرة لوقف القتال وضبط الأمن، وملاحقة من ارتكبوا الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلم المجتمع". كما أشار البيان إلى وجود تنسيق مع الجهات الأممية بهدف "إرسال قوة متخصصة لحل الإشكالات على الأرض والحد من التصعيد"، إضافة إلى التواصل مع القوى المدنية المحلية لـ"تحقيق التهدئة والحفاظ على السلم الأهلي في المناطق المتضررة"، وتعهدّت الرئاسة بمحاسبة كل من ارتكتب جرائم بغض النظر عن الجهة التي ينتمي إليها.

وسبق هذا الإعلان الرئاسي إعلان الشيخ حكمت الهجري الدعوة إلى وقف القتال وإلقاء السلاح والعودة إلى كنف الدولة.

إلى ذلك نقلت وكالة "رويترز" عن سفير أمريكا لدي تركيا ومبعوثها الخاص إلى سوريا توماس باراك، قوله إن إسرائيل وسوريا اتفقتا على وقف إطلاق النار بدعم من تركيا والأردن والدول المجاورة".

تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل دخلت على خط الاشتباكات الدائرة في محافظة السويداء، جنوب سوريا، وقصفت قوات حكومية فيها ومقارا رسمية في دمشق، من بينها هيئة الأركان العامة التابعة للجيش وذلك استجابة لدعوة وجّهها الشيخ الهجري لتدخّل دولي.

من جهتها وزارة الدفاع السورية أمهلت مقاتلي العشائر ساعاتٍ لـ"تسليم السلاح الثقيل الذي استولت عليه من مقرات المجموعات المسلحة في السويداء"، وطلبت منهم مغادرة المحافظة فجر اليوم السبت.

وكان شيخا عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حمود الحناوي اتفاقا في وقت سابق مع الحكومة على وقف القتال ونشر الأمن الداخلي في المحافظة وتفعيل مؤسسات الدولة، غير أنّ الشيخ الهجري رفض الاتفاق في حينه وواصل إطلاق النار على القوات الحكومية، وبعد ذلك ارتكبت مجموعاته أعمال تخريب وإبادة بحق بدو المحافظة.