شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا اشتباكات عنيفة بين
فصائل مسلّحة في المحافظة تدين بالولاء للشيخ حكمت الهجري، وبين عناصر مسلّحة من
أبناء عشائر عربية بدوية وقد سقط في الاشتباكات قرابة ثلاثين قتيلاً وأكثر من مئة
جريج بحسب وزارة الداخلية السورية.
وفي تفاصيل الأحداث أنّ أحد التجار من أبناء محافظة
السويداء تعرّض للخطف أثناء عودته من العاصمة دمشق على أيدي مسلّحين مجهولين خارج
النطاق الإداري للمحافظة، ما حدا بمسلّحي الشيخ حكمت الهجري باتهام عناصر مسلّحة
بدوية بعملية الخطف، والتوجه إلى بعض البلدات العربية البدوية واختطاف عدد من
أبناء العشائر.
من جهتهم رفض أبناء العشائر تحميلهم مسؤولية خطف التاجر
وطالبوا بإطلاق سراح المخطوفين من أقربائهم، ثمّ لجأوا إلى خطف مدنيين من أبناء
قرى محافظة السويداء، ومن ثمّ تحوّلت عمليات الخطف المتبادلة إلى اشتباكات مسلّحة بين
مسلّحي الشيخ الهجري ومسلّحي العشائر ما أوقع قرابة ثلاثين قتيلاً من المدنيين من
الطرفين وأكثر من مئة جريح.
من جهتها وجّهت وزارة الداخلية السورية دورياتها بمؤازرة
وزارة الدفاع بهدف فض الاشتباكات وتأمين المدنيين وفرض الأمن والاستقرار في
المحافظة، والحفاظ على أرواح المدنيين، غير أنّ قوات الأمن العام وقوات وزارة
الدفاع تعرّضت لهجوم وكمائن من قبل مسلّحي الشيخ الهجري الذي رفض دخول قوات
الحكومة إلى مدينة ومحافظة السويداء، وقد سقط جراء الهجوم على قوات الأمن الأمن
ووزارة الدفاع عدد من الجنود والعسكريين.
من جهته أكّد وزير الداخلية السوري أنس خطّاب أنّ سبب ما
جرى في السويداء يعود إلى منع قوات الأمن والجيش من دخول المحافظة محمّلاً بذلك
بطريقة غير مباشرة مسؤولية الدماء التي سالت للشيخ الهجري الذي ما يزال يصرّ ويرفض
دخول قوات الحكومة إلى المحافظة.
من جهته طالب وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة قوات
الجيش المشاركة في العمليات العسكرية في السويداء بتأمين الأهالي والمدنيين،
والانضباط الكامل في عملية فرض الأمن والاستقرار في المحافظة.
في المقلب الآخر دعا الشيخ حكمت الهجري إلى تدخّل دولي
في سوريا بهدف تأمين حماية لأهل السويداء.
إلى ذلك تعرّض رتل عسكري تابع لوزارتي الداخلية والدفاع
السوريتين لغارة إسرائيلية من طائرات حربية خلال تقدّمه نحو محافظة السويداء لفض
الاشتباكات وإعادة الأمن والاستقرار، وأعلن متحدث إسرائيلي أنّ الغارة جاءت بعد
تحذير لقوات الحكومة بعدم التقدّم نحو السويداء.