أشار الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات د. لقاء مكي
إلى محاولات تضليل يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء كيان
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص توجيه ضربة جديدة لإيران.
وسأل مكّي : هل تراجع التهديد بحرب جديدة ضد إيران؟
ثم تابع : لا يتحدث الأميركيون كثيرا عن إيران، وعلى
العكس من إصرار واشنطن عقب حرب الـ١٢ يوما على مفاوضات نووية تحسم أمر المشروع
الإيراني، صمت ترامب تماما، وكذلك نتنياهو،
وحتى أوروبا التي هددت بتفعيل آلية الزناد نهاية هذا الشهر صمتت أيضا، وركز الجميع
على قضايا أخرى، وكأن مشاكلهم مع إيران لم تعد موجودة.
واصل مكّي حديثه : إيران كانت الطرف الوحيد الذي يتحدث
عن استعداده لصد أي (عدوان)، ويجري مناورات عسكرية، ويحشد حلفاءه في الإقليم، وكأنه
ينتظر حربا وشيكة.
يتابع الدكتور مكّي: صمت ترامب ليس عاديا، وهو بطبعه
غير صبور، وليس متصورا أن يهمل ما شاع عقب الحرب من معلومات عن نجاة أكثر ٤٠٠ كغم
من اليورانيوم المخصب كانت بحوزة إيران، وعن رفض الأخيرة استقبال مفتشي الوكالة
الدولية، وعن الحرب التي تحدث الإسرائيليون حينها على أنها لم تكتمل. ليس واردا أن
يكون هذا الصمت مجرد تغاض، أو ترتيب للأولويات، أو تأجيل لموضوع إيران، فليس هذا
هو أسلوب ترامب، ولا نتنياهو، وهو أقرب إلى أن يكون تضليلا يماثل ما حدث عشية
الحرب الأخيرة، أما ما يحصل لاحقا، فهو مرهون ببعض المواقف والقرارات التي قد تبدو
حينها وكأنها خارج الاستعداد للحرب، لكنها ستكون كذلك.