خبير وأكاديمي يشرح تداعيات القرار الأمريكي تصنيف "الإخوان المسلمين" بالإرهاب
كانون الأول 02, 2025

قال الأكاديمي ومدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم في تركيا، الدكتور سامي العريان، إن "توجّه إدارة ترامب نحو تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية ستكون له تداعيات خطيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها".

ولفت، في حديثه الخاص والمطوّل لـ"عربي21"، إلى أن "هذا التوجّه لا يُقرأ فقط في سياق ضغوط إقليمية أو حسابات سياسية آنية، بل في إطار تحوّل أيديولوجي عميق داخل الإدارة الأمريكية يعيد إحياء مناخ (الحرب على الإرهاب)، ويمهّد لمرحلة من التضييق الواسع على الحريات السياسية والأكاديمية والمؤسسات الإسلامية في داخل وخارج أمريكا".

وأوضح العريان، أن "هذا التوجّه ليس جديدا تماما، لكنه اليوم يأخذ زخما غير مسبوق؛ إذ يجتمع فيه توجّه أيديولوجي معاد للإسلام السياسي يهيمن على مجلس الأمن القومي الأمريكي مع ضغوط مكثفة من دول الثورات المضادة، مثل الإمارات ومصر والسعودية، ويتقاطع ذلك مع دور فاعل للوبي الصهيوني الساعي إلى صرف الأنظار عن جرائم الإبادة في غزة وإعادة توجيه البوصلة الأمريكية نحو استهداف الحركات الإسلامية بدلا من مساءلة الاحتلال".

كما أشار العريان إلى أن "هذه الخطوة تحمل بُعدا داخليا لا يقل خطورة؛ فهي جزء من محاولة لإعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي من خلال الحدّ من النفوذ المتنامي للمسلمين الأمريكيين في الجامعات والمؤسسات السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لا سيما بعد أن أفرزت حرب الإبادة في غزة حالة وعي غير مسبوقة داخل الأوساط الأكاديمية والطلابية تجاه دور اللوبي الصهيوني في رسم السياسات الأمريكية".

ورأى أن "تصنيف حركة الإخوان كمنظمة إرهابية هو قرار سياسي بامتياز، يهدف إلى إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة بما يخدم محور الثورات المضادة واللوبي الصهيوني، ويعزز تحالف الولايات المتحدة مع أنظمة استبدادية على حساب قيم الحرية وحق الشعوب في المشاركة السياسية والتداول السلمي للسلطة".

وأكد أن "القرار ستكون له انعكاسات عميقة على الجمعيات ذات الخلفية الإسلامية بشكل عام أو الإخوانية والقريبة منها بشكل خاص، وعلى الحريات الأكاديمية والبحثية في الجامعات الأمريكية؛ إذ سيُستخدم المناخ الجديد لزيادة التضييق الأمني والإداري، وفرض قيود على التمويل والنشاط العام، وخلق حالة من الإرهاب الأكاديمي تدفع الأكاديميين والطلاب إلى الرقابة الذاتية والخوف من تناول قضايا فلسطين أو نقد السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهذه الأجواء ستعمّق أزمة الثقة التاريخية بين الجاليات المسلمة والأجهزة الأمنية، وتوسّع الفجوة بين المسلمين والدولة، وتحدّ من مشاركتهم المدنية والسياسية".

والاثنين، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما تنفيذيا يوجّه إدارته لبدء إجراءات تصنيف فروع جماعة "الإخوان المسلمون" في بعض الدول على "قوائم الإرهاب"، منها مصر ولبنان والأردن.

وأفاد بيان للبيت الأبيض أن ترامب أوعز لوزيري الخارجية ماركو روبيو، والخزانة سكوت بيسنت، ببدء إجراءات تصنيف فروع "الإخوان المسلمون" في عدد من الدول على أنها "تنظيمات إرهابية أجنبية" و"كيانات إرهابية عالمية مُدرجة على القوائم الخاصة"، وفرض العقوبات اللازمة عليها.

المصدر : عربي 21 بتصرف